سر حيرتي
سر حيرتي
تصفحت بفكري سجل الجنس اللطيف منذ أن خلق الله الإنسان على وجه البسيطة ، فبدأت بأمنا حواء فتعجبت كيف استطاعت أن تدفع أبانا آدم للأكل من الشجرة المباركة رغم نهيه سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها ، فتفكرت إغراءاتك .
عرضت سجل الملكة بلقيس وجاهها ، وغرورها بصرحها ، ورفضها ، وعدم خضوعها لنبي الله ، وكيف نكر لها صرحها ، ثم كيف استسلمت ، واعترف بقوة الله سبحاه وتعالى . فتفكرت اعترافاتك .
فكرت في سيرة زوجة العزيز ، وكيف راودت فتاها عن نفسه ، فأبى وقال أني أخاف الله ، وكيف دبرت له الحيلة للكيد به ، فتعجبت من قوة عزيمتك ونفسيتك وشهوانيتك .
وصلت إلى مريم العذراء وكيف انتبذت إلى جذع نخلة لتضع وليدها ، وما عانته حفظا لشرفها وخوفا من كلام الناس . فتفكرت حذرك واحتياطاتك .
ومررت بمجموعة من الخالدات والشريرات ، فتوقفت بي راحلتي في محطة اسمها" أنت " . فوجدت أنك أخذت من كل واحدة خصلة من خصالها ، ونفحة من نفخاتها ، وزلة من زلاتها . بل عصارة أجيال من النساء تجلى فيك . رضاك وسخطك ، غضبك وحنوك ، إقبالك وإدبارك ، حبك وكرهك ، رقتك وخشونتك ، همسك وصخبك . فأنت هكذا وهذا هو سر حيرتي وبلوتي بك . فكوني كما شئت ، فانا لك بالرغم مني ، وأنت لي وإن أبيت .
أنت الجدة ، والأم ، والزوجة ، والأخت ، والابنة . أنت الجدة وهي تحكي لي كل ليلة قصة من قصص معاناة الواقع اليومي ، أو من نسيج الخيال . تجعلني أسرح في عالم سحري . أو هي تعنف أمي كلما أرادت تأديبي لخطإ صبياني ارتكبته .
أنت الأم الحنون التي تحملت آلام الحمل والمخاض ، وخرجت إلى الوجود . فاهتمت بتربيتي ، وسهرت الليالي وهي تتابع مراحل نموي خطوة خطوة .اعتزت بي وأنا طفل ، وافتخرت بي وأنا شاب وتباهت بي وأنا رجل يتحمل المسؤولية.
أنت الزوجة التي حلمت كثيرا بالظفر بفارس أحلامها لتبني عشها قشة قشة كما تبني الطيور أعشاشها . تضحي بكل شيء من أجل إسعاد زوجها وأبنائها .توثر راحة الزوج والأولاد على راحتها .تحرق أعصابها إرضاء لبعلها وفلذات أكبادها .
أنت الأخت التي تعتز أيما اعتزاز بي أمام قريناتها ، وتشكو لي كلما عاكسها الحظ ، وتستعين بي كلما فكرت في رسم طريق حياتها ومستقبلها ، فتجدني خير سند يحمي ظهرها ومستودع أسرارها .
أنت الابنة التي لا ترتاح ، ولا يهنأ لها بال ، ولا تستقر على حال ، إلا إذا رأت أباها في أحسن الأحوال . وتجد الصدر الحنون كلما حل بها ضيق ، أو حرمت من حق من حقوقها من طرف الأم أو الإخوان ، أو اعترض طريق حياتها سوء فهم أو معاناة في كل وقت وحين .
سر حيرتي ، سيدتي أنني لم أجد لك وصفا ولا اسما ولا حتى لقبا يرتاح له عقلي ويختم عليه قلبي بطابع الرضى والقبول ، وتطمئن به نفسيتي اطمئنانا . فمن أنت ؟
تصفحت بفكري سجل الجنس اللطيف منذ أن خلق الله الإنسان على وجه البسيطة ، فبدأت بأمنا حواء فتعجبت كيف استطاعت أن تدفع أبانا آدم للأكل من الشجرة المباركة رغم نهيه سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها ، فتفكرت إغراءاتك .
عرضت سجل الملكة بلقيس وجاهها ، وغرورها بصرحها ، ورفضها ، وعدم خضوعها لنبي الله ، وكيف نكر لها صرحها ، ثم كيف استسلمت ، واعترف بقوة الله سبحاه وتعالى . فتفكرت اعترافاتك .
فكرت في سيرة زوجة العزيز ، وكيف راودت فتاها عن نفسه ، فأبى وقال أني أخاف الله ، وكيف دبرت له الحيلة للكيد به ، فتعجبت من قوة عزيمتك ونفسيتك وشهوانيتك .
وصلت إلى مريم العذراء وكيف انتبذت إلى جذع نخلة لتضع وليدها ، وما عانته حفظا لشرفها وخوفا من كلام الناس . فتفكرت حذرك واحتياطاتك .
ومررت بمجموعة من الخالدات والشريرات ، فتوقفت بي راحلتي في محطة اسمها" أنت " . فوجدت أنك أخذت من كل واحدة خصلة من خصالها ، ونفحة من نفخاتها ، وزلة من زلاتها . بل عصارة أجيال من النساء تجلى فيك . رضاك وسخطك ، غضبك وحنوك ، إقبالك وإدبارك ، حبك وكرهك ، رقتك وخشونتك ، همسك وصخبك . فأنت هكذا وهذا هو سر حيرتي وبلوتي بك . فكوني كما شئت ، فانا لك بالرغم مني ، وأنت لي وإن أبيت .
أنت الجدة ، والأم ، والزوجة ، والأخت ، والابنة . أنت الجدة وهي تحكي لي كل ليلة قصة من قصص معاناة الواقع اليومي ، أو من نسيج الخيال . تجعلني أسرح في عالم سحري . أو هي تعنف أمي كلما أرادت تأديبي لخطإ صبياني ارتكبته .
أنت الأم الحنون التي تحملت آلام الحمل والمخاض ، وخرجت إلى الوجود . فاهتمت بتربيتي ، وسهرت الليالي وهي تتابع مراحل نموي خطوة خطوة .اعتزت بي وأنا طفل ، وافتخرت بي وأنا شاب وتباهت بي وأنا رجل يتحمل المسؤولية.
أنت الزوجة التي حلمت كثيرا بالظفر بفارس أحلامها لتبني عشها قشة قشة كما تبني الطيور أعشاشها . تضحي بكل شيء من أجل إسعاد زوجها وأبنائها .توثر راحة الزوج والأولاد على راحتها .تحرق أعصابها إرضاء لبعلها وفلذات أكبادها .
أنت الأخت التي تعتز أيما اعتزاز بي أمام قريناتها ، وتشكو لي كلما عاكسها الحظ ، وتستعين بي كلما فكرت في رسم طريق حياتها ومستقبلها ، فتجدني خير سند يحمي ظهرها ومستودع أسرارها .
أنت الابنة التي لا ترتاح ، ولا يهنأ لها بال ، ولا تستقر على حال ، إلا إذا رأت أباها في أحسن الأحوال . وتجد الصدر الحنون كلما حل بها ضيق ، أو حرمت من حق من حقوقها من طرف الأم أو الإخوان ، أو اعترض طريق حياتها سوء فهم أو معاناة في كل وقت وحين .
سر حيرتي ، سيدتي أنني لم أجد لك وصفا ولا اسما ولا حتى لقبا يرتاح له عقلي ويختم عليه قلبي بطابع الرضى والقبول ، وتطمئن به نفسيتي اطمئنانا . فمن أنت ؟
تعليقات
إرسال تعليق