صدفة
صدفة
دون سابق موعد ، ولا على
البال خطر .
التقيت به صدفة ، بعد طول
غيبة وسفر .
سألته : هل مازال في القلب
للحب من أثر ؟
أجاب : وهل تمحي السنون ما
نقش على حجر ؟
أتظن أن ما كان بيننا نزوات عيال في صغر ؟
طأطأت الرأس في استحياء
مستفسرا عن زمان غدر .
كان الرد مجلجلا دمعا
غزيرا على الخد انهمر .
عربون صبابة بها القلب
اعتصر .
رمز إخلاص بها الوفاء
انتصر.
لمت النفس معتذرا عن سوء ظن
مني صدر .
تخلصت من الموقف الحرج بعد
لأي وحذر .
خوفا من دمع إذا ما سال افتضح ما استتر .
والمرء بطبعه لا يحصد إلا
ما قد زرع وبذر .
وما حياته الدنيا إلا حقل
تجارب وعبر .
فلولا أشعة الشمس ما سطع
نور قمر .
ولا اخضرت المروج دون سقوط
مطر .
فعش حياتك كما هي فكل شيء
مكتوب بقدر .
ولا تبني قصورا من رمال تعش في كدر .
وتابع سيرك كأنك لم تصادفه
ولم يعد من سفر .
دع عنك الأماني ولا تعرض
من تحب لخطر .
ولا تعكر صفو حياته مجددا
بعدما كابد واستقر .
ولا تدم جرحا غائرا إلى
الالتئام افتقر .
ولا خير في أرض أناسها إن
قلت لهم : أحب ، قالوا : فجر .
وإن تدثرت بأسمال أعرافهم
قالوا : تاب بعدما كفر .
وإن سمعت وعود فطاحلة
ساساتها بكيت حرقة على عهد عمر .
فمن عقد العزم على عبور
البحر ، على الذل والمهانة انتصر .
ومن عاشر الأفاعي الرقطاء
، إن لم يمت بسمها انتحر .
ومن اتكل على غير الله في سعيه يعش بين حفر.
ومن ردد الشعارات
كالببغاء في ولائه إعادة نظر .
وشر البلية أن تبقى في
حيرة من أمرك متسائلا : هل نحن بشر ؟
أم قطيع من أغنام وبغال
وحمير وبقر ؟
ترعى طول يومها في مراع
جرداء وفي بطونها غرغرة وبعر .
وتعود مساء إلى خضائرها
واصطبلاتها في غوغاء ، والراعي على راحتها قد سهر.
تعليقات
إرسال تعليق