سداسيات18

سداسيات – 18 –

01
استفسرني صغيري على انفراد
يا أبتي من هم أعداء البلاد ؟
أجبته بعفوية : هم أبناء البلاد
هم من صنعوا من بينهم الجلاد
إنهم يجنون في موسم الحصاد
ما زرعته أيديهم سابقا من فساد
02
فقاطعني وهو مستعد كل الاستعداد
لإثبات العكس دون عناد
المشكل مشكل قواد
لا دخل فيه للأفراد
الكل منا حصل على ما أراد
هذا يشجع الرجاء وهذا يشجع الوداد
03
ابتسمت وقلت له :ما هذا يا فؤاد ؟
فاجتمع حولي إخوته وقلت لهم يا أولاد
ما مصير الخيمة إذا رفعت بدون أوتاد ؟
ما ذا يحدث للمروج إذا تسلط عليها الجراد ؟
ما قيمة الصرح إذا بني بدون عماد ؟
ما ذا يحل بأي بلدة إذا كان مسؤولوها أوغاد ؟
04
رد الابن البكر برزانة كالمعتاد
هل استوعبتم يا إخوة الأبعاد؟
ما قاله الأب سبق أن قاله الأجداد
إن أردتم أن تكون حياتكم كلها أعياد
فعيشوا فيها عيشة الأسياد
إن كان العكس ففضلوا الاستشهاد
05
استويت مبتهلا اللهم ألهم أبنائي سبل الرشاد
واجعلهم لملذات الدنيا من الزهاد
اللهم افتح لهم أبواب السداد
وجنبهم كل ما يغريهم بالشرك والإلحاد
وأبعد عن طريقهم الخونة والحساد
وجنبهم دعاة التفرقة و زرع الأحقاد
06
فكن أيها المواطن قدوة للأحفاد
ولا تقبل أن تكون مكبلا بالأصفاد
واعلم أن بلدك بلاد الأمجاد
أنت الأمل وعليك الاعتماد
والبلد لا يرقى بكثرة الأعداد
بل بسمو القيم والعلم وازدهار الاقتصاد
              آهات وتأملات
                           والحادج محمد