المشاركات

لهبتل فيه وفيه

ا                                          لهبال فيه وفيه       احتار في حل يرضي الطرفين . طرح جميع الحلول الواقعية ، اجتهد في خلق حلول عاطفية ، اختار وانتقى من هذه وتلك أحسنها وأليقها وأنسبها . برر النتائج ، واختلق الأعذار ، فوجد نفسه من جديد تائها بين الصبابة وقسوة الواقع المر ، بين حيرة وعذاب ، بين شرف أصبح مهددا وقلب أصبح محطما ، بين إنسان صان عرضه ، احترمه ، قدر فيه خصاله ، وبين نفسية فاجرة وعقلية متهورة . تحسس أعضاءه ، حرك أطرافه ليتيقن هل هو في حلم أو يقظة . ساءل نفسي :" أنا مبن "؟ أين أنا من المبادئ ؟ أين أنا من احترام القيم والأعراف ؟ . فكر ثم فكر ، فتيقن أنه ضعيف ، أنه متيم ولهان ، لا لشيء إلا لأنه إنسان .      فاعذره يا سيدي ، عن كل هفوة صدرت منه ، عن كل نظرة ، عن كل همسة ، عن كل فكرة ، بل عن كل زفرة وأنة ، والحمد لله أنك ...

قيمة الورد

                                                       قيمة الورود            يتحدث الناس كثيرا عن الورود وقيمتها المعنوية ، وخاصة عندما تقدم في المناسبات السعيدة . ويتساءل المرء عن سبب حب الناس لها ، وكيف أصبحت عادة يقبل عليها كثير من الناس " كبريستيج " وكذوق رفيع ، هل لرائحتها الزكية ؟ فهناك نباتا ت أطيب منها رائحة . فلماذا لا يهتم الناس بتلك النباتات الفواحة كما يهتمون بالورود ؟ لماذا لا يعطونها قيمة كالتي تحظى بها الورود ؟ هل للونها ؟ فما أكثر مخلوقات الله التي تزهو بمختلف الألوان تخلب الألباب . فما السر في الاهتمام أكثر بالورود دون غيرها ؟      فلعل السر بسيط . فالورد محاط بالشوك ، والشوك يدمي ، والانسان بغريزته في غالب الأحيان لا يفضل  امتلاك إلا ما يجد صعوبة في الوصول إليه . يريد أن يتعذب ، يريد أن يتلذذ بتلك الوخزات . ففي تلك الوخزات يجد نفسه ، يجد راحته ، يجد...

فسحة الاحد 14

                                                      فسحة الأحد    الباقة "14 " :  مختارات من كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه  " باب التحبب إلى الناس"                  في الحديث المرفوع : " أحب الناس إلى الله أكثرهم تحببا إلى الناس "                                              " إذا أحب الله عبدا حببه إلى الناس "               قال ابن عبد ربه :  وجه عليه من الحياء سكينة               ومحب...

ما اعظمك

                                       ما أعظمك         البعد عنك حرام وجريمة ، والقرب منك صدمة وفضيحة . الحديث معك متعة وفضيلة ، وهجرانك مذمة ودنية ، والنظر إلى وجهك رقة ووسيلة . وتغاضي الطرف عنك منقصة  ومعصية ، غضبك حجة ونتيجة ، وضحكك غنجة وحقيقة . فما أعظمك في كل الحالات . وما ألطفك في كل تصرفاتك . فدعني في خلوتي متعبدا ناسكا ، أنشد المستحيل ، وأضمد جراحات قلب عليل ، هي عربون ناسك لا يريد عن معبدك البديل .

اليك

                                                        إليك         إليك لا لغيرك أهدي هذه الباقات ، إليك لا لغيرك أبث هذه الآهات ، إليك لا لغيرك أسدل هذه العبرات ، إليك لا لغيرك أقدم هذه الشذرات .         ارتحت كثيرا بعد سفر طويل ، فظننت أنه القطيعة مع الزمن الغابر ، والحنين إلى الماضي . مخطئ من يعتقد انه سلم من تأنيبيات الضمير وخفقان القلب الحزين .             بالله عليك ، كيف جئت في هذه الظروف ، وبعد هذا الزمن الطويل ، كيف خرجت من بين هذه التراكمات المدمية ؟ لماذا استعمرت هذا القلب الضعيف الذي لا حول ولا قوة له بدون استئذان ، ولا بعد سابق معرفة  أو إعلان ؟              حللت بين ظهرانينا قبل مدة قصيرة ، فاستطعت أن تقتحم حصن هذه القلعة ، فبالله عليك...

انت لي

                                     أنت لي      عزة في النفس ورزانة في الخطى ، هي أولى علامات المبتغى . رذالة في التصرفات والمؤامرات تلو المؤامرات هي خاتمة صدمة كبرى .         صنتك من تهوراتي فسقطت صريع جنوني ، وحاربت كبرياءك فخدعتك أحلامي . أنت لي لا لغيري أحببت أم كرهت . أنت لي وحدي أحب من أحب وكره من كره . أنت لي رغم تهربك ، رغم تهورك ، رغم تخاذلك . أنت مني دما ينزف ، وروحا نصعد ، وفكرا يتشكل ، وأمنية تتحقق . كن من شئت ، فأنت لي لا لغيري .....          حيائي يصدني ، رزانتي تخونني ، عقلي يؤنبني ، وقلبي يدفعني ، فأصبحت أعيش في دوامة تتقاذفني التيارات ، فأحس بشخصيتي قد انهارت ، وبرجولتي قد تحطمت ، فلا أعرف أين أنا ، ولكن العذر على من عصفت به أعاصير الحرمان والنوى  ....