قيمة الورد

                                                       قيمة الورود

           يتحدث الناس كثيرا عن الورود وقيمتها المعنوية ، وخاصة عندما تقدم في المناسبات السعيدة . ويتساءل المرء عن سبب حب الناس لها ، وكيف أصبحت عادة يقبل عليها كثير من الناس " كبريستيج " وكذوق رفيع ، هل لرائحتها الزكية ؟ فهناك نباتا ت أطيب منها رائحة . فلماذا لا يهتم الناس بتلك النباتات الفواحة كما يهتمون بالورود ؟ لماذا لا يعطونها قيمة كالتي تحظى بها الورود ؟ هل للونها ؟ فما أكثر مخلوقات الله التي تزهو بمختلف الألوان تخلب الألباب . فما السر في الاهتمام أكثر بالورود دون غيرها ؟
     فلعل السر بسيط . فالورد محاط بالشوك ، والشوك يدمي ، والانسان بغريزته في غالب الأحيان لا يفضل  امتلاك إلا ما يجد صعوبة في الوصول إليه . يريد أن يتعذب ، يريد أن يتلذذ بتلك الوخزات . ففي تلك الوخزات يجد نفسه ، يجد راحته ، يجد المتعة التي يبحث عنها .
     عجيب أمر هذا الانسان ، لا يحس بالنعيم إلا إذا تعرض للنكبات . عجيب أمره ، لا يقدر مدى ما وهبه الله من نعم لا تعد ولا تحصى إلا إذا افتقد واحدة منها . بل يزيد غرابة إذا تأملت هذا الكائن الذي لا يرضى بما عنده ، بل يطمع فيما ليس له الحق حتى في التفكير فيه لأنه ملك لغيره .
           فلنتصور ،  لو أعطيت قوة خفية خارقة لهذا الانسان ليحقق بها ما أراد واشتهى دون رقيب ولا حسيب ، دون جزاء ولا عقاب ، فيا ترى ماذا سيحدث له  ؟، هل يطغى ويتجبر ، يقتل وينهب ، يظلم ويستبد ، يتفرعن ويتعملق ؟ أم يحب ويتودد ، يتعاون ويساعد ، يكون القدوة الحسنة في المعاملة والعشرة ؟ في الورع والتقوى ؟ في حب الخير للغير ؟

        ماذا سيفعل إذا كان يعلم علم اليقين أن هناك مراقب جليل على كل شيء قدير ؟ ماذا سيفعل وهو يعلم علم اليقين أن " من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ؟فأي من السبيلين  سيسلك ؟ أي سبيل سيختار؟ وهو يعلم علم اليقين أن نهاية كل سبيل واضحة وضوح الشمس . ماذا سيفضل ،؟  وهو يعلم علم اليقين أنه لا يحصد إلا ما يزرع .  فلا تزرع الريح حتى لا تحصد العواصف . بل ازرع الحب لتملك القلوب والعقول وتنال الرضى والقبول .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية

الامثال الشعبية الباقة الثالثة

سداسيات 62