لهبتل فيه وفيه
ا لهبال
فيه وفيه
احتار في حل يرضي الطرفين . طرح جميع
الحلول الواقعية ، اجتهد في خلق حلول عاطفية ، اختار وانتقى من هذه وتلك أحسنها وأليقها
وأنسبها . برر النتائج ، واختلق الأعذار ، فوجد نفسه من جديد تائها بين الصبابة
وقسوة الواقع المر ، بين حيرة وعذاب ، بين شرف أصبح مهددا وقلب أصبح محطما ، بين
إنسان صان عرضه ، احترمه ، قدر فيه خصاله ، وبين نفسية فاجرة وعقلية متهورة . تحسس
أعضاءه ، حرك أطرافه ليتيقن هل هو في حلم أو يقظة . ساءل نفسي :" أنا مبن
"؟ أين أنا من المبادئ ؟ أين أنا من احترام القيم والأعراف ؟ . فكر ثم فكر ،
فتيقن أنه ضعيف ، أنه متيم ولهان ، لا لشيء إلا لأنه إنسان .
فاعذره يا سيدي ، عن كل هفوة صدرت منه ، عن
كل نظرة ، عن كل همسة ، عن كل فكرة ، بل عن كل زفرة وأنة ، والحمد لله أنك تعرف
وأنت القائل :" لهبال فيه وفيه "، وأنت تعرف أن هباله لا من هذا ولا من
ذاك . ليس هو نزوة عابرة ، ولا شهوة جارفة ، ولا هو كبت ، وأنت ألمطلع على أمور وخبايا الحياة الحالية .
إحساسه أخبره أنك صدقته ، أنك قدرت موقفه
. رزانة تصرفاتك علمته أشياء كثيرة ، وزادت إيمانه بأنك اللغز المحير الذي استعصى
عليه حل رموزه . فهولا يطلب منك شيئا أكثر من أن تقول له من أنت ؟؟؟
جال
بفكره في ملكوت الله تعالى وهو يخاطب
سرابا تراءى له من بعيد :" تنقل حيث شئت من وجدة إلى جدة ، ومن تندرارة إلى غرناطة ، بل
وتجول في أمريكا وأوروبا ، وابق ما شئت من السنين أو القرون ، فاعلم أنك إن عدت
فستجد أن مكانك ما زال موجودا على النمط المعهود ، مفروشا بالورود ، محفوفا
بالعهود ، موصدا بمفاتيح الحب المنشود ..."
تعليقات
إرسال تعليق