المشاركات

البلسم الشافي

                                            البلسم الشافي      لا تبحث عن أصناف الدواء                     وأنت جاهل نوع الداء    لا تقطع أبدا الرجاء                  فالأمل أول أبواب الشفاء   لا تهتم بتشفي الأعداء                 فتعرض نفسك لألوان الشقاء واطلب من رب الأرض والسماء             أن يرفع عنك صنوف البلاء   فكم من بلد عمه الوباء           واعتقد الناس أنه الفناء   وكم من محتاج لقطرة ماء           منعه من شر...

ضحية

                                                            ضحية         رويدك ،  لا تقلق ولا تنزعج ، لا تتسرع ، أنت الآن ضحية مغتصب فاجر ، سفاك دماء ، مصاص دماء ، لا يحب إلا القلوب النازفة دما ، لا تعجبه إلا الأجساد الملطخة دما . لا تغريه إلا الثياب الملطخة دما ، لا تريحه إلا الدموع الممزوجة دما . لا ينتعش جسمه إلا إذا سبح في برك مملوءة دما .           شفقتي عليك تزداد كلما تذكرت أنك سقطت ضحية منافق ، مراوغ ، مخادع . عطفي عليك يزداد كلما تيقنت أنك غررت بكلام معسول كله سموم . يا عزيزي ، لماذا تفتح قلبك لزنديق لا يعرف ما يليق وما لا يليق ؟ لماذا تثق في سفيه لا يميز بين الإنسان الشريف والرذيل السخيف ؟ . أوصيك يا سيدي ، أن تحذر هذا المخلوق الغريب الأطوار ، الغارق في بحر الرياء والنفاق ، المرتدي زي الحشمة والوقار الحامل لنفسية تحث على القتل والدمار ...

خضراء الدمن

                                        خضراء الدمن         ماذا تنتظر من خضراء الدمن ؟ صدق ووفاء ؟ حب ووصال ؟ إيمان وتقوى ؟ صون شرف وعفة ؟ أم خيانة ورذيلة ؟ ماذا تنتظر من سفاك الدماء ؟ شفقة وحنان ؟ سلم و رخاء ؟أم سادية ودماء ؟ماذا تنتظر من أشباه الرجال ؟ كلمة وبلاء ؟ شهامة وإباء ؟ موقف في شدة وإقدام في ورطة ؟ رجولة وكرامة ؟ أم خذلان وحقارة ؟ ماذا تنتظر من محترفي السياسة بالمجان ؟ مبادئ وديموقراطية ؟ وطنية وأثرة ؟مواقف ثابتة ونية صادقة ؟ أم انتهازية ظاهرة وزبونية متفشية ؟       لا يا سيدي . كن متيقنا أنك لن تنال من خضراء الدمن إلا نزوة عابرة ، ونعوت مشينة . ومن سفاك الدماء إلا شهرة زائفة ، وجرائم بشعة . ومن أشباه الرجال إلا كلاما تافها ومواقف واهية . ومن محترفي السياسة إلا وعودا كاذبة وسياسة انهزامية ، موشومة بولاءات وتبعية جائرة .

كن حذرا

                                                          كن حذرا      إياك والرقص فوق الحبل                         فالسقوط حتما وإن استنجدت بالمهارة والعقل إياك والتشبث المزيف  بالأمل                   فمصيرك محكوم بالفشل  إياك والثقة بالدموع في المقل                فعيون التماسيح أجمل المقل إياك والتباهي بصعود الجبل               فالسقوط من القمم حتما نهاية الأجل إياك واستبدال الجد بالكسل          فرقص الصرار لم ينفعه جد ا...

اكتشاف السر

                           اكتشاف السر          جلس فوق رمال الشاطئ يتأمل البحر تاركا لذاكرته المجال للغوص في أعماق الماضي القريب ، بعد أن اكتشف الحقيقة التي كان يبحث عنها منذ مدة ليست بالقصيرة . تتابعت  في مخيلته الأحداث  واحدة بعد الأخرى . تذكر كل الأقوال المعسولة والأحابيل الملعونة بإتقان الغبي المتفاني في الاجتهاد ، مسخرا ذكاءه لإبعاد الأهل عن مركز الضغط والأسرار . حاول بكل الوسائل أن يغتنم الفرصة ليكتشف سر طريدة جريحة ، لا حول ولا قوة لها إلا أنها من الصنف الغبي الذي يدخل رأسه في الرمال أما م الأحداث كما تفعل النعامة كلما داهمها الخطر .         تذكر مجلس الوعظ والإرشاد والبركة ، تذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فازداد غيظا وحقدا دفينا لمنافق سخر نفسه للشيطان ، بل الشيطان وقف مذهولا أمام تصرفاته . كل الصور تراءت له وهو يتأمل البحر في هدوئه وهيجانه ، في صوت أمواجه وهي تنكسر على رمال شواطئه وكي...

فسحة الاحد 11

                  فسحة الأحد           الباقة الحادية عشرة :  مختارات من كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه : " في باب الحلم                   قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" ما تجرع عبد في الدنيا جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ ردها بحلم ، أو جرعة مصيبة ردها بصبر ."               مر المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام بقوم من اليهود فقالوا له شرا ، فقال خيرا . فقيل له  : إنهم يقولون شرا وتقول لهم خيرا ، فقال: كل واحد ينفق مما عنده .             قيل لقيس  بن عاصم : ما الحلم ؟ قال : أن تصل من قطعك / وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .           وقالوا : ما قرن شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم ، ومن عفو إلى مقدرة .   ...

همس اللقاء

                           همس اللقاء             من أغلى اللحظات في عمر الانسان هي لحظة اللقاء بعد فقدان الأمل ، بعد طول غياب بين أحبة ذاقوا من صنوف الشوق وآلام الفرقة ، ما جعل الواحد لا يستطيع حتى التفكير في لقاء بعد مرور السنين .            تغيرت الأحوال، ومضى كل واحد إلى حال سبيله ، ينشد حياته في جو لم يبق فيه إلا ذكريات من ماض تخفق له القلوب كلما تذكرت سويعاته الحلوة  ، قضتها في ربوع ازدانت بإحساسات الشعور بالقرب والأنس . لم يعد فيها الانسان هو الانسان . اختلفت السبل والأهداف ، ذهب كل واحد يلتمس طريقا بعد أن حكمت على كل واحد تصاريف الحياة بالعيش بعيدا عن الآخر .        ظلم كثيرا عن قصد أو غير قصد ، نعت بأرذل الأوصاف علانية وسرا ، اتهم بالفجور والرذيلة ، لا لشيء إلا لأن له قلبا يحب الخير للجميع . فما أشد وطأة ظلم الأحبة ؟ تلام على إحساسات صادقة ، تعاتب على صراحة لا تريد ع...