ضحية




                                                            ضحية

        رويدك ،  لا تقلق ولا تنزعج ، لا تتسرع ، أنت الآن ضحية مغتصب فاجر ، سفاك دماء ، مصاص دماء ، لا يحب إلا القلوب النازفة دما ، لا تعجبه إلا الأجساد الملطخة دما . لا تغريه إلا الثياب الملطخة دما ، لا تريحه إلا الدموع الممزوجة دما . لا ينتعش جسمه إلا إذا سبح في برك مملوءة دما .
          شفقتي عليك تزداد كلما تذكرت أنك سقطت ضحية منافق ، مراوغ ، مخادع . عطفي عليك يزداد كلما تيقنت أنك غررت بكلام معسول كله سموم . يا عزيزي ، لماذا تفتح قلبك لزنديق لا يعرف ما يليق وما لا يليق ؟ لماذا تثق في سفيه لا يميز بين الإنسان الشريف والرذيل السخيف ؟ . أوصيك يا سيدي ، أن تحذر هذا المخلوق الغريب الأطوار ، الغارق في بحر الرياء والنفاق ، المرتدي زي الحشمة والوقار الحامل لنفسية تحث على القتل والدمار ، البعيد كل البعد عن صفة  "إنسان " .
         أنت الآن في مقتبل العمر ، أحلامك كثيرة ، مستقبلك واعد إن شاء الله ، هدفك شريف وحبك عفيف . قدسيتك علمتني قمة نذالة هذا الانسان . أنفتك علمتني خساسة هذا الانسان . تعلمت كل شيء من تصرفاتك ، من أخلاقك ، من أحلامك ، حتى من آهاتك . تعلمت كيف تخرج الزفرات من صدر يضم قلبا مكلوما مصدوما . تصفحت في مقلتي عينيك سجل حياتك النقي . أقنعتني براءة تصريحاتك بأصالة تربتك وطهارة طويتك .
        أنت الآن في بداية الطريق ، وطريقك مفروش بالورود إن شاء الله ، رغم طول المسافة ، فمحطاتك استراحة لتجديد النشاط والطموح  . عزة نفسك تتعبك بعض الشيء ، فلا تقلق لأنها الحياة ، صمودك يتعبك بعض الشيء ، فلا تتقاعس لأنه العراك . عاطفتك ترهقك في كثير من الأحيان ، فتجلد كما عودتني .

        لا تكن إنسانا عاديا يرضى بالقليل ، ويقبل على الحقير ، ويعاشر الذليل . بل كن كما عودتني صاحب الرأس المرفوع ، الرافض للخنوع ، الحامل لشعار " التبعية والانبطاحية  شيء ممنوع ". كن كما عهدتك صاحب السر الدفين . كن كما أريد لغزي الحزين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية

الامثال الشعبية الباقة الثالثة

سداسيات 62