البلسم الشافي
البلسم الشافي
لا تبحث عن أصناف الدواء
وأنت جاهل نوع الداء
لا تقطع أبدا الرجاء
فالأمل أول أبواب الشفاء
لا تهتم بتشفي الأعداء
فتعرض نفسك لألوان الشقاء
واطلب من
رب الأرض والسماء
أن يرفع عنك صنوف البلاء
فكم من بلد عمه الوباء
واعتقد الناس أنه الفناء
وكم من محتاج لقطرة ماء
منعه من شربها فقدان الهواء
وكم من
طالب للقرب واللقاء
وحديثه كله إفك ورياء
وكم من محروم من الود والإخاء
وعشرته كلها إخلاص ووفاء
فاسمع أخي هذا النداء
ولا تجعل نفسك كبش فداء
و لا تبحث عن أشياء
إن تبد لك يكشف عنك الغطاء
فلا تجد حينئذ للود بقاء
ولا لمن تحب تضحية وولاء
ففي الهجر عبرة وابتلاء
وفي الغدر حكمة وانتقاء
فلا تزرع في طريقك الغوغاء
حتى لا تعلن ضدك الحرب الشعواء
فتصبح حياتك أرضا جرداء
وقتئذ تفضل الموت على البقاء
فقرب الحبيب أو هجرانه سواء
إذا كانت في القلب خديعة وجفاء
فلا فرق
بين العويل على الميت والغناء
وبين مدح المتيم والرثاء
ولا بين
قيض الصيف وقر الشتاء
ولا بين درجات الذكاء والغباء
ولا خير في مجتمع يحكمه السفهاء
ويمدح نهجهم البلداء
ولا خير
في مسؤولين جلهم لقطاء
على نشر الرذيلة خير أمناء
فلا تظن
أن علاج الداء بالداء
كالكي بالنار فيه شفاء
فالصبر
على الملمات يكسب القلب صفاء
وهجر السفيه يكسب الوجه ضياء
والتمسك بالأوهام هراء في هراء
والتذلل للحقير غباء في غباء
والعيش بين العقارب عناء في عناء
ومعاشرة الذليل شقاء في شقاء
ووعود
ساستنا افتراء في افتراء
وجحافل الإمعة غثاء في غثاء
فعليك أخي التمييز بين الزئير و المواء
وبين صوت الضمير
والثغاء
تعليقات
إرسال تعليق