فسحة الاحد13
فسحة الأحد
مختارات من كتاب العقد الفريد لابن عبد
ربه "13 "
قيل لجالينوس : بم صار الرجل الثقيل
أثقل من الحمل الثقيل ؟ فقال : لأن الرجل الثقيل إنما ثقله على القلب دون الجوارح
، والحمل الثقيل يستعين فيه القلب بالجوارح .
قال سهل بن هارون : من ثقل عليك بنفسه
، وغمك بسؤاله ، فأعره أذنا صماء ، وعينا عمياء .
قالوا " صديق الرجل مرآته ، تريه
حسناته وسيآته .
" الصديق من صدقك وده ، وبذل لك رفده "
" خير الإخوان من أقبل عليك إذا أدبر
الزمان عنك "
قيل لبعض الولاة : كم صديقا لك ؟ قال : لا
أدري ، الدنيا مقبلة علي والناس كلهم أصدقائي ، وإنما أعرف ذلك إذا أدبرت عني .
قالت الحكماء : مما يجب للصديق على الصديق
، الإغضاء عن زلاته ، والتجاوز عن سيئاته
، فإن رجع وأعتب وإلا عاتبته بلا إكثار ، فإن كثرة العتاب مدرجة للقطيعة .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا
تقطع أخاك على ارتياب ، ولا تهجره دون استعتاب .
قال بشار العقيلي : إذا أنت لم تشرب مرارا
على القذى ظمئت ، وأي الناس تصفو مشاربه
قال محمد أبان : إذا أنا لم أصبر على الذنب من أخ وكنت أجازيه فأين التفاضل
إذا ما دهاني مفصل
فقطعته بقيت ومالي للنهوض مفاصل
ولكن أداويه ، فإن
صح سرني وإن هو أعيا كان فيه تحامل
قيل لبزرجمهر : من أحب إليك : أخوك أم صديقك
؟ فقال : ما أحب أخي إلا إذا كان لي صديقا .
وقال
اكثم بن صيفي : القرابة تحتاج إلى المودة ، والمودة لا تحتاج إلى القرابة .
وقال عبد الله بن عباس : القرابة تقطع
والمعروف يكفر ، وما رأيت كتقارب القلوب .
قالوا : إياكم ومن تكرهه قلوبكم ، فإن
القلوب تجازي القلوب .
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق