حيرة

                                                               حيرة

        بماذا سأبدأ ، وماذا سأقول ؟ لمن سأكتب ؟ ولماذا سأكتب ؟ هل للتخفيف عن النفس ؟ فهذا مستحيل . فهيهات للنفس من راحة . هل سأكتب للتعبير عن المشاعر ؟ فهل صمتي ، ذهولي ،شرودي يحتاج إلى دليل ؟تخونني العبارات في كثير من الأحيان ، فتنوب عنها العبرات ، تستعصي الكلمات ، فتقوم مقامها النظرات . تسعفني في قليل من الأحيان العبرات فتخرسني الآهات . تريحني أحيانا التأملات فتصرفني المراوغات .
        فلماذا أنت هكذا ؟ لماذا تصرفاتك هكذا ؟ لماذا آهاتك هكذا؟ بالله عليك ارحم هذا المسكين ، ارفق بحال هذا الشارد السجين . ألا يكفيك أني أصبحت ألعوبة بين يديك ؟ ألا يكفيك أني أصبحت دمية تلهيك ؟ فخوفي عليك أن أتحول من دمية إلى سكين يدميك ، وخوفي على نفسي منك أكثر إن أصبحت لا أواسيك .
        كثرة التفكير تجعلني أتعدى حدود اللياقة والكياسة . كثرة الأحلام تنسيني حقيقة الرسالة في هذه الحياة المعاشة . كثرة السؤال ترميني في دوامة الشك والسخافة ، قلة الكلام تزعجني إن اعتبر سوء لياقة ، أو قلة احترام لصاحب الفخامة والمهابة . فإني أخشى صمت صاحب الفخامة والمهابة . أرتعد من غضب صاحب الفخامة والمهابة . أخشى سوء فهم صاحب الفخامة والمهابة لمشاعري الجياشة . أخشى توعد صاحب الفخامة والمهابة ، ويا ويل من كرهه صاحب الفخامة والمهابة .

       كل الطرق توصلني إلى قناعات ، إلى حقائق ، إلى اطمئنانات ، إلا طريقي إليك ، فكله غموض ، كله صراعات ، نقطة بدايته مجهولة ، علاماتها ألغاز ، أرضيتها أشواك وأشواق . رصيفها مصبوغ بألوان الحيرة والارتباك . محطاتها آهات وتخوفات . فهل لهذا الطريق من بداية ؟ هل للسير فيها هدف وغاية ؟  أخشى أن تكون بداية بلا نهاية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية

الامثال الشعبية الباقة الثالثة

سداسيات 62